إخباره بتلف الصحيفة الظالمة :
كانت قريش قد علقت صحيفة المقاطعة في سقف الكعبة، فسلط الله عليها الأرضة فأكلت ما فيها إلا أسماء الله عز وجل فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب فجاء أبو طالب إلى قريش فقال: إن ابن أخي قد أخبرني بخبر صحيفتكم فإن الله قد سلط عليها الأرضة فأكلتها إلا ما فيها من أسماء الله أو كما قال: فأحضروها، فإن كان كما قال وإلا أسلمته إليكم، فأنزلوها ففتحوها فإذا الأمر كما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فعند ذلك نقضوا حكمها ودخلت بنو هاشم وبنو عبد المطلب مكة ورجعوا إلى ما كانوا عليه قبل ذلك
إسلام قوم حين رأو معجزة الماء :
روى البخاري عن عمران بن حصين أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير فأدلجوا ليلتهم، حتى إذا كان وجه الصبح عرسوا (أي عسكروا)فغلبتهم أعينهم حتى ارتفعت الشمس، فكان أول من استيقظ من منامه أبو بكر، وكان لا يوقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم من منامه حتى يستيقظ، فاستيقظ عمر فقعد أبو بكر عند رأسه فظل يكبر ويرفع صوته حتى استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فنزل وصلى بنا الغداة فاعتزل رجل القوم لم يصل معنا، فلما انصرف قال: يا فلان ما يمنعك أن تصلى معنا؟ قال: أصابتنى جنابة، فأمره أن يتيمم بالصعيد ثم صلى، وجعلنى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركوب بين يديه وقد عطشنا عطشا شديدا فبينما نحن سير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نحن بامرأة سادلة رجليها بين مزادتين(أي واضعة رجليها بين إناءين يحمل فيهما الماء) فقلنا لها: أين الماء؟ قالت: إنه لا ماء فقلنا كم بين أهلك وبين الماء؟ قالت: يوم وليلة فقلنا انطلقى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: وما رسول صلى الله عليه وسلم؟ فلم نملكها من أمرها حتى استقبلنا بها النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته بمثل الذي حدثنا غير أنها حدثته أنها موتمة(أي لها أيتام) فأمر بمزادتيها فمسح في العزلاوين (أي فم القربتين) فشربن عطاشا أربعين رجلا حتى روينا وملأنا كل قربة معنا وإداوة (إناء صغير)، غير أنه لم نسق بعيرا، وهى تكاد تفضى من الملء ثم قال: هاتوا ما عندكم، فجمع لها من الكسر والتمر حتى أتت أهلها قالت: أتيت أسحر الناس أو هو نبي كما زعموا، فهدى الله ذاك الصرم(الجمع ينزلون على الماء) بتلك المرأة فأسلمت وأسلموا.رواه البخاري .
معجزة الاستسقاء في تبوك :
روى البخاري عن عبدالله بن عباس، أنه قيل لعمر بن الخطاب: حدثنا عن شأن ساعة العسرة، فقال عمر: خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد، فنزلنا منزلاً وأصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى أن كان أحدنا ليذهب فيلتمس الرحل فلا يجده حتى يظن أن رقبته ستنقطع حتى أن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ثم يجعل ما بقى على كبده، فقال أبو بكر الصديق: يا رسول الله إن الله قد وعدك في الدعاء خيراً، فادع الله لنا فقال: أو تحب ذلك، قال: نعم، قال: فرفع يديه نحو السماء فلم يرجعهما حتى قالت السماء، فأطلت ثم سكبت فملئوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر. رواه البخاري وقال الواقدي: كان مع المسلمين في هذه الغزوة اثنا عشر ألف بعير ومثلها من الخيل، وكانوا ثلاثين ألفا من المقاتلة قال: ونزل من المطر ماء أغدق الأرض حتى صارت الغدران تسكب بعضها في بعض وذلك في حمأة القيظ أي شدة الحر البليغ، فصلوات الله وسلامه عليه.
البركة في الطعام والشراب :
روى مسلم عن جابر بن عبدالله أنه كان في العسكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جابر، ناد الوضوء، فقلت: ألا وضوء؟ ألا وضوء؟ ألا وضوء؟ قال: قلت يا رسول الله: ما وجدت في الركب من قطرة، وكان رجل من الأنصار يبرد لرسول الله في أشجاب(جمع شجب وهو وعاء من ماء) له على حمارة(الحمارة أعواد تتعلق عليها أوعية الماء) من جريد قال: فقال لى: انطلق إلى فلان الأنصارى فانظر هل ترى في أشجابه من شيء، قال: فانطلقت إليه فنظرت فيها فلم أجد فيها إلا قطرة في عزلاء شجب منها(أي في فم إحدى القرب) لو أنى أفرغته لشربه يابسه قال: اذهب فأتنى به فأتيته فأخذه بيده فجعل يتكلم بشئ لا أدرى ما هو وغمزه(أي حركه) بيده ثم أعطانيه فقال: يا جابر ناد بجفنة (الجفنة إناء واسع)فقلت: يا جفنة الركب فأتيت بها تحمل فوضعتها بين يديه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده في الجفنة هكذا، فبسطها وفرق بين أصابعه ثم وضعها في قعر الجفنة(الجفنة إناء واسع) وقال: خذ يا جابر فصب على وقل: بسم الله، فصببت عليه وقلت: بسم الله،فرأيت الماء يفور من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم فارت الجفنة ودارت حتى امتلأت، فقال: يا جابر، ناد من كانت له حاجة بماء، قال فأتى الناس فاستقوا حتى رووا، فقلت: هل بقى أحد له حاجة؟ فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده من الجفنة وهى ملأى.
قال: وشكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع، فقال: عسى الله أن يطعمكم فأتينا سيف(أي ساحل) البحر، فزخر زخرة (أي علا موجه) فألقى دابة، فأورينا (أي أوقدنا) على شقها النار فطبخنا واشتوينا وأكلنا وشبعنا. رواه مسلم .
أمعاء الكافر وأمعاء المسلم :
عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضافه ضيف كافر فأمر له بشاة فحلبت فشرب حلابها ثم أخرى فشرب حلابها ثم أخرى فشرب حلابها حتى شرب حلاب سبع شياه، ثم إنه أصبح فأسلم فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر له بشاة فحلبت فشرب حلابها، ثم أمر له بأخرى فلم يستتمها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن المسلم يشرب في معا واحد، والكافر يشرب في سبعة أمعاء". رواه مالك ومسلم واللفظ لمالك
انقياد الشجرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
روى مسلم عن جابر بن عبدالله في حديث طويل قال فيه: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا وادياً أفيح فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضى حاجته فاتبعته بإداوة من ماء فنظر رسول الله فلم ير شيئًا يستتر به و إذا بشجرتين بشاطئ الوادى، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها فقال: انقادى على بإذن الله فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده، حتى أتى الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها فقال: انقادى على بإذن الله فانقادت معه كذلك حتى إذا كان بالمنتصف مما بينهما لأم بينهما ـ يعنى جمعهما ـ فقال: التئما على بإذن الله فالتأمتا قال جابر، فخرجت أسرع مخافة أن يحس رسول الله بقربى فيبتعد فجلست أحدث نفسى فحانت منى لفتة فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم و إذا بالشجرتين قد افترقتا فقامت كل واحدة منهما على ساق فرأيت رسول الله وقف وقفة فقال برأسه هكذا يمينا وشمالا رواه مسلم.
تسبيح الطعام وهو يؤكل :
روى البخاري عن عبدالله بن مسعود: كنا نعد الآيات بركة وأنتم تعدونها تخويفا، كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفره فقل الماء فقال: اطلبوا فضلة من ماء، فجاءوا بإناء فيه ماء قليل، فأدخل يده في الإناء ثم قال: حى على الطهور المبارك والبركة من الله عز وجل قال: فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل رواه البخاري.
تكثيره عليه السلام الأطعة :
روى الإمام أحمد أن أبا هريرة كان يقول: والله إن كنت لأعتمد بكبدى على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطنى من الجوع ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل، ما سألته إلا ليستتبعنى فلم يفعل، فمر عمر رضى الله عنه فسألته عن آية في كتاب الله، ما سألته إلا ليستتبعنى فلم يفعل، فمر أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فعرف ما في وجهى وما في نفسى فقال " أبا هريرة " قلت له: لبيك يا رسول الله، فقال: " الحق " واستأذنت فأذن لى، فوجدت لبنا في قدح، قال: " من أين لكم هذا اللبن؟ " فقالوا: أهداه لنا فلان أو آل فلان، قال: " أبا هر " قلت لبيك يا رسول الله قال " انطلق إلى أهل الصفة فادعهم لى " قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام لم يأووا إلى أهل ولا مال إذا جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية أصاب منها وبعث إليهم منها، و إذا جاءته الصدقة أرسل بها إليهم ولم يصب منها ـ قال: وأحزننى ذلك، وكنت أرجو أن أصيب من اللبن شربة أتقوى بها بقية يومى وليلتى وقلت: أنا الرسول فإذا جاء القوم كنت أنا الذي اعطيهم، وقلت: ما يبقى لى من هذا اللبن؟. ولم يكن من طاعة رسوله بد، فانطلقت فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم فأخذوا مجالسهم من البيت ثم قال: أبا هر خذ فأعطهم، فأخذت القدح فجعلت أعطيهم فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروى ثم يرد القدح فوضعه في يده وبقى فضلة ثم رفع رأسه ونظر إلى وتبسم، وقال: أبا هر، فقلت لبيك رسول الله قال: بقيت أنا وأنت فقلت صدقت يا رسول الله قال: فاقعد فاشرب، قال: فقعدت فشربت ثم قال لى: اشرب فشربت فما زال يقول لى: اشرب فأشرب حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق ماأجد له في مسلكا، قال: ناولنى القدح، فرددت إليه القدح فشرب من الفضلة.رواه أحمد.
دعوته لأنس بن مالك :
ثبت في الصحيح أنه عليه السلام دعا لأنس بن مالك بكثرة المال والولد فكان كذلك
وقيل أنه لطول عمره شهد من أحفاده 135 حفيد وكان عمره يفوق 100 سنة وكان لديه أموال لا تطال ..
دعوته لسعد بن أبي وقاص :
وثبت في الصحيح أنه عليه السلام دعا لسعد بن أبي وقاص وهو مريض فعوفي ودعا له أن يكون مجاب الدعوة، فقال: "اللهم أجب دعوته وسدد رميته" فكان كذلك فنعم أمير السرايا والجيوش كان، وقد دعا على أبى سعدة بن قتادة حين شهد فيه بالزور بطول العمر وكثرة الفقر والتعرض للفتن، فكان ذلك، إذا سئل الرجل يقول: شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد .
شاة أم معبد :
عن المقداد بن الأسود قال: قدمت المدينة أنا وصاحبان فتعرضنا للناس فلم يضفنا أحد، فأتينا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فذكرنا له، فذهب بنا إلى منزله، وعنده أربعة أعنز، فقال:"أحلبهن يا مقداد وجزئهن أربعة أجزاء، وأعط كل إنسان جزءا"، فكنت أفعل ذلك، فرفعت للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذات ليلة ـ أي رفعت له جزأه ـ فاحتبس،واضطجعت على فراشى، فقالت لى نفسى: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أتى أهل بيت من الأنصار، فلو قمت فشربت هذه الشربة، فلم تزل بى حتى قمت فشربت جزأه، فلما دخل في بطني ومعانى أخذنى ما قدم وما حدث، فقلت: يجئ الآن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جائعا ظمآنا فلا يرى في القدح شيئا، فسجيت ثوبا على وجهى.
وجاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فسلم تسليمة تسمع اليقظان ولا توقظ النائم، فكشف عنه فلم ير شيئا فرفع رأسه إلى السماء فقال:"اللهم اسق من سقانى وأطعم من أطعمنى" فاغتنمت دعوته وقمت فأخذت الشفرة فدنوت إلى الأعنز فجعلت أجشهن أيتهن أسمن لأذبحها، فوقعت يدى على ضرع إحداهن فإذا هى حافل، فنظرت إلى الأخرى فإذا هى حافل، فنظرت فإذا هن كلهن حفل، فحلبت في الإناء فأتيته به فقلت: اشرب. فقال:"ما الخبر يا مقداد؟" قلت: اشرب. ثم أخبرته الخبر، فقال:"بعض سوآتك يا مقداد" فشرب، ثم قال:"اشرب" فقلت: اشرب يا نبي الله، فشرب حتى تضلع، ثم أخذته فشربته، ثم أخبرته الخبر.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"هيه"، فقلت: كان كذا وكذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"هذه بركة منزلة من السماء، أفلا أخبرتنى حتى أسقى صاحبيك؟" فقلت: إذا شربت البركة أنا وأنت فلا أبالى من أخطأت. رواه ابن كثير
عين تبوك :
روى مسلم عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يضحى ضحى النهار، فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئا حتى آتى " قال: فجئناها وقد سبق إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشئ(كناية عن قلتها) فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل مسستما من مائها شيئا؟ قالا: نعم: فسبهما وقال لهما: ما شاء الله أن يقول ثم غرفوا من العين قليلا قليلا حتى اجتمع في شئ ثم غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه ويديه ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير، فاستقى الناس ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معاذ يوشك إن طالت بك حياة أن ترى ما ها هنا قد ملئ جنانا. رواه مسلم
قصة البعير العاصي :
روى الإمام أحمد عن أنس بن مالك قال: كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه (أي يسقون عليه)وأنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره وأن الأنصار جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنه كان لنا جمل نسني عليه وأنه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه:" قوموا" فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحيته فمشى النبي صلى الله عليه وسلم نحوه فقالت الأنصار: يا رسول الله إنه قد صار مثل الكلب الكلب، وإنا نخاف عليك صولته فقال: ليس على منه بأس، فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل نحوه حتى خر ساجدا بين يديه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته أذل ما كانت قط، حتى أدخله في العمل فقال له أصحابه: يا رسول الله هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ونحن أحق أن نسجد لك، فقال:"لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها، والذي نفسي بيده لو كان من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تتفجر بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه". رواه الإمام أحمد بإسناد جيد .
قصة الغزالة :
عن أنس بن مالك قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم قد اصطادوا ظبية فشدوها على عمود فسطاط فقالت: يا رسول الله إني أخذت ولي خشفان فاستأذن لي أرضعهما وأعود إليهم فقال: "أين صاحب هذه؟" فقال القوم: نحن يا رسول الله، قال: "خلوا عنها حتى تأتى خشفيها ترضعهما وترجع إليكم"، فقالوا من لنا بذلك؟ قال "أنا" فأطلقوها فذهبت فأرضعت ثم رجعت إليهم فأوثقوها فمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "أين أصحاب هذه؟" فقالوا: هو ذا نحن يا رسول الله فقال "تبيعونيها؟" فقالوا: هي لك يا رسول الله فقال: "خلوا عنها" فأطلقوها فذهبت.رواه الحافظ أبو نعيم الأصبهانى في كتاب دلائل النبوة.
قصة جابر ودين أبيه :
عن جابر بن عبد الله أن أباه توفي وعليه دين قال فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إن أبى ترك عليه دينا وليس عندى إلا ما يخرج نخله ولا يبلغ ما يخرج سنين ما عليه، فانطلق معى لكيلا يفحش على الغرماء فمشى حول بيدر، من بيادر التمر(والبيدر مكان واسع) فدعا، ثم آخر، ثم جلس عليه، فقال:انزعوه، فأوفاهم الذي لهم وبقى مثل ماأعطاهم. رواه البخاري.
وهذا الحديث قد روى من طرق متعددة عن جابر بألفاظ كثيرة، وحاصلها أنه ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعائه له ومشيه في حائطه وجلوسه على تمره وفي الله دين أبيه، وكان قد قتل بأحد، وجابر كان لا يرجو وفاءه في ذلك العام ولا ما بعده، ومع هذا فضل له من التمر أكثر فوق ما كان يأمله ويرجوه و لله الحمد والمنة.
قصة فرس أبي طلحة :
روى البيهقى عن أنس بن مالك قال: فزع الناس فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا لأبى طلحة بطيئا ثم خرج يركض وحده، فركب الناس يركضون خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "لن تراعوا إنه لبحر" قال: فوالله ما سبق بعد ذلك اليوم .
قصة قصعة بيت الصديق :
روى البخاري عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضى الله عنهما، أن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال مرة:"من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث، ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس" أو كما قال، وإن أبا بكر جاء بثلاثة وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم بعشرة، وأبو بكر بثلاثة قال: فهو أنا وأبى وأمى: ولا أدرى هل قال امرأتى وخادمى من بيتنا وبيت أبى بكر، وإن أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صلى العشاء ثم رجع فلبث حتى تعشى رسول الله فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله، قالت له امرأته: ما حبسك عن أضيافك أو ضيفك؟ قال: أو ما عشيتيهم؟ قالت: أبوا حتى تجئ، قد عرضوا عليهم فغلبوهم فذهبت فاختبأت فقال: يا غنثر فجدع وسب(تعبير يفيد الذم والمخاصمة) وقال كلوا لا أطعمه أبدا، و الله ما كنا نأخذ من لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها حتى شبعوا وصارت أكثر مما كانت قبل: فنظر أبو بكر فإذا هى شئ أو أكثر فقال لأمرأته ما هذا يا أخت بني فراس؟ قلت: لا وقرة عيني، هي الآن أكثر مما قبل بثلاث مرار، فأكل منها أبو بكر وقال، إنما كان الشيطان ـ يعنى يمينه ـ ثم أكل منها لقمة ثم حملها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنده، وكان بيننا وبين قوم عهد فمضى الأجل فعرفنا اثنى عشر رجلا مع كل رجل منهم أناس، الله أعلم كم مع كل رجل غير أنه بعث معهم، قال: فأكلوا منها أجمعون أو كما قال وغيرهم يقول فتفرقنا.رواه البخاري
معجزة الإسراء والمعراج :
روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رضى الله عنهما ـ أن نبي الله صلى الله عليه وسلم حدثه عن ليلة أسرى به قال:"بينما أنا في الحطيم ـ وربما قال: في الحجر ـ مضطجعا إذ أتاني آت فشق ما بين هذه إلى هذه ـ وأشار إلى مكان صدره ـ فاستخرج قلبي ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانا، فغسل قلبي، ثم حشي، ثم أعيد، ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار، بيضاء ـ فقال له الجارود هو البراق يا أبا حمزة؟ فقال أنس: نعم يضع خطوه عند أقصى طرفه، ـ فحملت عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا، فاستفتح فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟قال: محمد، قيل: أوقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به، فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت، فإذا فيها آدم، فقال جبريل: هذا أبوك آدم، فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية، فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به، فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت، فإذا يحيي وعيسى وهما ابنا خالة، قال جبريل: هذان يحيى وعيسى فسلم عليهما، فسلمت، فردا، ثم قالا: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح.
ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به، فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت، إذا يوسف، قال: هذا يوسف فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد، ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة، فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت، فإذا إدريس قال: هذا إدريس فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد، ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة، فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به، فنعم المجيء جاء، فلما خلصت، فإذا هارون قال: هذا هارون فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد، ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي حتى السماء السادسة، فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أو قد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء، فلما خلصت، فإذا موسى قال: هذا موسى، فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد، ثم قال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، فلما تجاوزت بكى، قيل له ما يبكيك؟ قال: أبكي، لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي، ثم صعد بي إلى السماء السابعة، فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال محمد، قيل أو قد بعث إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به فنعم المجيء جاء، فلما خلصت، فإذا إبراهيم، قال: هذا أبوك إبراهيم فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد السلام، ثم قال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح، ثم رفعت إلى سدرة المنتهى، فإذا نبقها مثل قلال هجر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة قال: هذه سدرة المنتهى، فإذا أربعة أنهار: نهران باطنان، ونهران ظاهران، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: أما الباطنان، فنهران في الجنة وأما الظاهران، فالنيل والفرات، ثم رفع لي البيت المعمور، ثم أتيت بإناء من خمر وإناء من لبن، وإناء من عسل فأخذت اللبن فقال: هذه الفطرة أنت عليها وأمتك، قال: ثم فرضت على الصلاة خمسين صلاة كل يوم، فرجعت فمررت على موسى، فقال: بم أمرت؟ قلت: أمرت بخمسين صلاة كل يوم، قال: إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم، وإني والله قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فرجعت فوضع عنى عشرا، فرجعت إلى موسى، فقال مثله، فرجعت فوضع عنى عشرا، فرجعت إلى موسى، فقال مثله، فرجعت فوضع عنى عشرا، فرجعت إلى موسى، فقال مثله، فرجعت فأمرت بعشر بصلوات كل يوم، فرجعت فقال مثله، فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم، فقال موسى إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم، وإنى قد جربت الناس من قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك، فاسأله التخفيف لأمتك، قال: سألت ربي حتى استحييت، ولكن أرضى وأسلم، فلما جاوزت، نادى مناد: أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي. رواه البخاري بمعناه من أكثر من طريق .
معجزة القرآن الكريم :
القرآن العظيم معجز من وجوه كثيرة: من فصاحته، وبلاغته، ونظمه، وتراكيبه وأساليبه، وما تضمنه من الأخبار الماضية والمستقبلة، وما اشتمل عليه من الأحكام، وكذلك ما حواه من نظريات علمية دقيقة لم يكتشفها العلماء إلا في العصر الحديث.
معجزة انشقاق القمر :
روى البخاري عن أنس بن مالك أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية فأراهم القمر شقين حتى رأوا بينهما.
قال تعالى: {اقتربت الساعة وانشق القمر...}
معجزة يوم الحديبية :
روى البخاري عن جابر بن عبدالله قال: عطش الناس يوم الحديبية والنبي صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة(أي إناء صغير من جلد) يتوضأ فجهش الناس نحوه (أي تجمعوا) قال: ما لكم؟ قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك فوضع يده في الركوة فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا وتوضأنا، قلت: كم كنتم؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة.رواه البخاري. وخمس عشرة مائة يعني ألفا وخمسمائة.
نبع الماء من بين أصابعه :
روى البخاري عن أنس بن مالك قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر، والتمس الناس الوضوء فلم يجدوه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في ذلك الاناء فأمر الناس أن يتوضئوا منه فرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه، فتوضأ الناس حتى توضئوا من عند آخرهم. [رواه البخاري ]
نزول المطر بدعائه صلى الله عليه وسلم :
روى البخاري عن أنس بن مالك قال: أصابت الناس سنة (جدب) على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يوم الجمعة فقام أعرابي فقال: يا رسول الله هلك المال، وجاع العيال، فادع الله أن يسقينا، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وما رأينا في السماء قزعة (قطعة سحاب) فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار (انتشر) سحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر (يتقاطر) على لحيته قال: فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد ومن بعد الغد والذي يليه إلى الجمعة الأخرى، فقام ذلك الأعرابي أو قال غيره، فقال: يا رسول الله تهدم البناء، وغرق المال فادع الله لنا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال: اللهم حوالينا ولا علينا قال: فما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده إلى ناحية من السماء إلا فرجت حتى صارت المدينة في مثل الجوبة (أي حتى صارت السحب والغيوم محيطة بالمدينة) في السحاب، وسال الوادي قناة شهرا، ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود. رواه البخاري
__________________